کد مطلب:241042 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:123

و لو بشق تمرة
روی الصدوق بإسناده إلی الرضا علیه السلام أنه قال فی حدیث «... و من تصدق فی شعبان بصدقة و لو بشق تمرة حرم الله جسده علی النار...». [1] .

قال ابن الأثیر فی «الشق» بالكسر: و منه قوله تعالی: «لم تكونوا بلغیه إلا بشق الأنفس». [2] و أصله من الشق: نصف الشی ء، كأنه قد ذهب نصف أنفسكم حتی بلغتموه. و أما الفتح فهو من الشق: الفصل فی الشی ء... و من الأول الحدیث «اتقوا النار و لو بشق تمرة»، أی نصف تمرة یرید أن لاتسقلوا من الصدقة شیئا. [3] .

و قال الزمخشری فی شرح الغریب من الحدیث النبوی: «اتقوا النار و لو بشق تمرة، ثم أعرض و أشاح» و روی: «اتقوا النار و لو بشق تمرة؛ فإنها تدفع میتة السوء، و تقع من الجائع موقعها من الشبعان» شق الشی ء: نصفه یرید أن نصف التمره یسد رمق الجائع، كما یورث الشبعان كظة [4] علی وتاحته [5] فلا تستقلوا من الصدقة شیئا. [6] .

تعتبر الكلمة من المثل تضرب فی الاهتمام بالتصدیق و عدم التبرك حتی من مثل شق تمرة من أی شی ء كان فلئن كان الاتقاء من النار و لو بقدر نصف تمرة فبالأكثر كان الأجدر.

و نظیر الكلمة فی الترغیب ما جاء فی تفطیر الصائم بما تیسر و منه الباقری: «إن رسول الله - صلی الله علیه و آله - قال: و من فطر فیه - یعنی فی شهر رمضان - مؤمنا صائما كان له بذلك عند الله عتق رقبة، و مغفرة لذنوبه فیما مضی، قیل: یا رسول الله لیس كلنا یقدر علی أن یفطر صائما، فقال: إن الله كریم یعطی هذا الثواب لمن لم یقدر إلا علی مذقة من لبن یفطر بها صائما، أو شربة من ماء عذب، أو تمرات لایقدر علی أكثر



[ صفحه 479]



من ذلك». [7] .

و منه یعلم أن القادر علی الأكثر من مذقة لبن أو تمرات لایجدر له ذلك.

و كیف كان فالكلام مصوغ للترغیب بالبذل مهما كان قدره أو نوعه فلا یزهدن عن الثواب المعرض له و الخیر الكثیر و لو بالیسیر كشق تمرة.

و منه یعلم أیضا الاهتمام البالغ بالعطاء و أنه محبوب كثیره و قلیله فلو كان هنا أقل من شق تمرة لذكره علیه السلام.



[ صفحه 480]




[1] عيون أخبار الرضا 199:1.

[2] النحل: 7.

[3] النهاية 491:2، في (شفق).

[4] الكظة: البطنة.

[5] وتاحته: قلته.

[6] الفائق 256:2، و هامشه في (شقق).

[7] الوسائل 99:7.

في المقام أحاديث تنص علي محبوبية الإفطار و التصدق و أعمال البر في شهر رمضان بل و سائل الشهور و أن ذلك وقاء من عذاب المحشر.

ثم إن إعطاء العطاء و لو تمرة قد جاء فيه علاوة علي ما سمعت ما أوحي إلي داود ففي صادقي رواه الصدوق قال: «أوحي الله عزوجل إلي داود عليه السلام: إن العبد ليأتيني بالحسنة فأدخله الجنة قال: يا رب و ما تلك الحسنة؟ قال: يفرج عن المؤمن كربته و لو بتمرة، قال فقال داود عليه السلام: حق لمن عرفك أن لايقطع رجاءه منك». عيون أخبار الرضا 244 - 243/1.